سأحكي هنا تفاصيل الأشياء، تلك الأشياء التي تؤرقنا نحن البشر ولا نستطيع أن نعبّر عنها، لتبقى قابعة بدواخلنا تحدث ضجيجاً لا حدود له ومع ذلك نبقى صامدين قد تظهر تفاصيلها على محيانا بصورة مرضٍ عضويٍ أو نفسي نظن أنه طبيعي في حين أن أجسامنا تتنفس بتلك الطريقة، فهي تعبّر عن القهر والغضب والـألم الذي امتلأنا به.
لست مصلحة اجتماعية ولا دكتورة ولا مدربة في الوعي وإنما جئت لأنقل تجاربي التي اكتشفت فيما بعد أني لستُ الوحيدة التي تمر بها ولكني بفضل الله عشت وتعلمت وخرجت منها بالكثير إنني مؤمنةٌ إيماناً تاماً أن الله لا يضع العبد في مكان إلا ويريده في مكانٍ أعلى منه، فهو يهيئه لأمرٍ ما وأن خلف كل حادثة تمر بها رسالة مبطنة تعلمك وتقويك، لابأس بالضعف الذي يصيبك في لحظة ما، ولا بأس بالقليل من الحزن والإحباط في سبيل أن تحقق انتصاراً على ذاتك في المستقبل. فضعفٌ يقويك خيرٌ من ضعف يعيش معك، وإحباط تتعلم منه خير من صدمة مفاجاءة تسقطك.
وهكذا الحياة إحباط فنجاح حزنٌ ففرح نحن هنا لنتعلم لم نخلق لنعيش السعادة على طبق من ذهب وإنما لنعيش السعادة بالتجارب، خُلقنا لنضيف نكهة لحياتنا وعلى الحياة.